القاهرة: توقع وزير الصحة المصري حاتم الجبلى دخول وباء "أنفلونزا الخنازير" إلى مصر في أي لحظة ، مشيرا إلى ان الحكومة "ستضرب لخمة" عند بداية تفشى الوباء .
وفي حوار مع صحيفة "المصري اليوم" أكد الجبلي ان الحكومة المصرية " ستضرب لخمة في بداية الأمر( عند تفشي الوباء) ، لكننا سنسيطر على الوضع بسرعة"، مشيرا إلى " إن الجهات المختصة مستعدة لهذا الاحتمال ، كما أنها مستعدة للاحتمال الأخطر" ، على حد وصفه، وهو تحور أنفلونزا الطيور، خصوصا أن مصر من الدول المرشحة بقوة لذلك.
وأوضح الوزير ان " تجربة التعامل مع أنفلونزا الطيور (نفعتنا) والدليل أن الوزارة بالتعاون مع الحكومة أعدت خطة متكاملة فى حالة حدوث وباء الأنفلونزا بشكل عام".
وأشار الجبلى إلى أن درجة الاستعداد الحكومية عالية للغاية، لدرجة أن الخطة الموضوعة دقيقة ومحكمة للغاية، ولم تترك شيئا للظروف، بل إنها ستواجه جميع الاحتمالات حتى مسألة المقابر الجماعية لضحايا الوباء- لا قدر الله- غير أنه رفض تماما الكلام عن أى أعداد متوقعة سواء لأعداد المصابين أو الوفيات، قائلا: "لا أستطيع أن أعلنها".
وتوقع الجبلي ظهور الوباء في مصر عن طريق القادمين من خارج البلاد سواء سياح أو مواطنين مصريين .
وعن تحركات وزارة الصحة عند ظهور الوباء قال الجبلي:" إذا كانت الحالة المصابة واحدة، مش هأعمل حاجة أكتر من اللى بأعمله دلوقتى "، لكن سنقوم بتشديد الترصد الوبائى، وسأعتبر أن المنطقة الجغرافية المحيطة بهذا الشخص، سواء أكانت كيلومترا مربعا أو نص كيلومتر، منطقة مشكوكا فيها بمعنى أن جميع الناس فيها مرضى أو مشتبه فى إصابتهم ويجب فحصهم معمليا".
وفي حال ظهور حالات مصابة لأكثر من خمسين شخصاً فى منطقة واحدة أوضح الجبلي :" إذا كانت عندى مدارس شغالة فى تلك المنطقة سأغلقها فورا، ولو عندى جامعة سأغلقها، ولو عندى تجمعات كالسينمات أو المطاعم سأغلقها أيضا، وإذا تزايد العدد مثلا، وأصبح اليوم 50 مصابا، واليوم التالى 150، والثالث 300 سأعزلهم باستخدام قوات الأمن، بمعنى أن رد فعلى سيتواءم مع حجم المشكلة".
وأكد الجبلي" انه في مقدوره إغلاق منطقة أو قرية أو مدينة بأكملها لمنع تفشي الوباء لمناطق أخرى ".
وعن انتشار المرض في دولة مثل مصر في ظل ظروف تعدادها السكاني قال الجبلي :" بالطبع نحن لنا ظروف خاصة، لأن 95% من السكان موجودون فى 7% من مساحة الأرض، والتكدس السكانى طبيعة ديموجرافية مصرية، إذن يجب الاستعداد جيدا لهذا، كذلك 53% من السكان فى المدن، وهذا المرض هو مرض مدن وليس مرض ريف، فلو ذهبت إلى المكسيك ستجد أن الناس فى الريف (مالهاش دعوة باللى بيحصل)، إنما كل المشكلة فى المدن مثل مدينة المكسيك والمدن الكبيرة، ونحن كمصريين لدنيا خصائص معينة".
وعن درجة الوعي عند المصريين من تلك الامراض قال :" فى الحقيقة استطعنا فى تعاملنا مع مرض أنفلونزا الطيور توصيل رسالة لكل الناس، فمثلا (الواحد لما بيلف ويقعد مع الستات البسيطات فى الريف عارفين يعنى إيه أنفلونزا الطيور، والدليل أنهم أصبحوا بياخدوا بالهم من عيالهم وبيبلغوا العيادرة فورا)، بمعنى أنه فى أقل من 24 ساعة نجد المريض توجه إلى مستشفى الحميات، مثل الحالة التى استطعنا إنقاذها مؤخرا فى سوهاج نتيجة لارتفاع الوعى".
وأشار الجبلي إلى انه" لن نستطيع إلغاء تربية الطيور فى البيوت ، إنما نستطيع رفع الوعى، من جيل وراء جيل، حتى تنتهى الأزمة تماما بمفردها، أكبر مشكلة تواجهنا عندنا الوعى أو الثقافة"، مضيفا " أما إذا قسنا دور وزارة الصحة، فلدينا 71 حالة مصابة، توفى منهم 26 شخصاً، وأستطيع أن أقول لدينا أحسن وزارة صحة فى الكرة الأرضية، لأنى عندى نسبة وفيات أقل من نسبة الوفيات العالمية بـ50 %، النسبة العالمية 66%، النسبة لدينا 33%، لكن تبقى المشكلة فى أنى لن أستطيع أدخل جوه كل بيت وأقول للناس بطلوا تربية فراخ".
وتابع الجبلي قائلا:" المرض سيتحور، ليس فى مصر، بالتحديد، بل فى أى مكان بالعالم، ومصر أحد البلدان المرشحة بقوة أن يتحور المرض فيها، إذن يجب أن أعمل على هذا الاحتمال".
وتوقع الجبلي انه في حال تحور فيروس أنفلونزا الطيور وانتقل من إنسان لإنسان آخر فسيكون الفيروس أشرس حالا من أنفلونزا الخنازير قائلا" هذا ليس فرضا علميا، بل رد مبنى على مشاهدات واقعية ليس إلا".
واوضح انه في حال حدوث هذا فمن الممكن "ان تزداد قوة الفيروس وممكن تقل، ونحن نعمل على أنه سيزداد، لكن من الممكن يكون الفيروس أضعف".
واشار الجبلي الى ان الوزارة لديها خطة محكمة ، وهذه الخطة معدة للتنفيذ الفورى، وهذا ما حدث مع أنفلونزا الخنازير، ونحن كوزارة تحركنا بسرعة، وتلك الخطة معدة للتعامل مع وباء الأنفلونزا بكل أنواعه، وأول تحرك فيها ،تم تنفيذه بالفعل، شكلنا لجنة لإدارة الأزمة فى وزارة الصحة فى اليوم التالى من ظهور أنفلونزا الخنازير فى المكسيك، يوم 23 أبريل/نيسان، وبعد يومين، كان أول اجتماع لهذه اللجنة، وفى الأسبوع الأول اجتمعت مرتين، وإذا ساء الوضع ستجتمع يوميا، أو مرتين، أو ثلاث مرات فى اليوم، الشىء الثانى، أن الخطة بتنزل على مستوى المديريات".
واضاف " مديرى المديريات لديهم امتحان فى تلك الخطة يوم 31 مايو/آيار الجارى، وأى شخص سيرسب فيها سيتم حرمانه من جميع مكافآته، ثالثا بتنزل على مستوى مديرى الوحدات الصحية، وهكذا، أما الخطوات التفصيلية للخطة، فمتدرجة طبقا للوضع، فمتى نستخدم الماسكات، ومتى نعزل البشر، ومتى نغلق منطقة بكاملها، وعلى فكرة هذه الخطة تم تقييمها خارج مصر وحصلت على درجة كويسة جدا، ولم نكن نعرف بذلك إلا عند السفر للولايات المتحدة".
وعن البنود الغير معلنة فى خطة مواجهة وباء أنفلونزا الطيور أو الخنارير قال الجبلي " الخطة مثلا موضوع فيها إجراءات الدفن ، وكيف يتعرف الأهالى على الجثث، ومن يتعامل معها"، مشيرا الى ان " حالة الوفاة الأولى بأنفلونزا الطيور كانت لسيدة، لم نجد أحدا يقوم بتغسيلها، ولولا تدخل الطبيب وطمأنته الناس، عن طريق التعامل مع الضحية، لما تم تغسيلها، هذه الأمور أنتم ماتعملوش حسابها لكن الخطة عاملة حسابها".
وعن الدفن الجماعي لضحايا الانفلونزا وتغسيل الجثث قال الجبلي :" هذه إجراءات داخل الخطة، فيجب على الأهالى أن يتعرفوا على الجثث، وكيف يتعرفون عليها، وكيف يقومون بدفنها، وعلى فكرة وكيل الأزهر السابق أفتى فى مسألة الدفن الجماعى بأن يكون دون كفن أيضا، لكن لا نريد الدخول فى تلك الأمور ، ويبدو أنكم غير متوقعين أننا وصلنا إلى خطة فيها هذه المرحلة من التدقيق، لكن السبب باعتقادى أن ما أفادنا وأنقذنا أيضا أزمة أنفلونزا الطيور، والجهد الذى قمنا ببذله فى عامى 2006 و2007".
وأشار الجبلي إلى أن أول خمسة قرارات فى حالة ظهور الوباء :" ستعتمد بشكل كبير على الموقف وقتها، وعلى حسب انتشار المرض وعدد الإصابات ومدى شراسته، لا أستطيع أن أقول الآن قرارات محددة، لكن أهم قرار هو إلغاء الإجازات للفريق الطبى، وتنشيط الحجر الصحى، وتوسيع دائرة الترصد الوبائى، وتأمين وتوفير عقار التاميفلو بكميات أكبر، أيضا توفير الماسكات أو الكمامات بكميات أكثر وتأمينها، بالإضافة إلى تخفيض قوة العمل إلى الربع" .
واضاف :" لا يمكن للمواطن العادى أن يذهب لمستشفى خاص ويتناول التاميفلو، فيجب أن يحصل عليه من الوزارة حتى لا يتم إساءة استخدامه". وفي حال انتشار الوباء" سنضطر نقعد الناس فى بيوتها، ونبعت لهم الدكاترة فيها".
وعن الاحتمالات الموضوعة في خطة مواجهة الوباء لعدد الإصابات وعدد الوفيات بالمرض قال الجبلي " لدينا توقعات بالاعداد لكنى لا أستطيع إعلانها عندنا عدد متوقع للذين سيذهبون ويترددون على المستشفيات، وعدد متوقع للذين سيحتجزون داخل المستشفيات، وعدد متوقع بحد أدنى وحد أقصى للوفيات".
واشار الوزير الى انه تم تقدير الاعداد اعتمادا على حسابات دولية معينة ولها معدلات رياضية وإحصائية.
وفي حال انتشار الوباء أشار الوزير الى " ان سينصح "الناس يقعدوا فى بيوتهم"، ولا يذهب إلى العمل غير الأساسيين، بمعنى تقليل قوة العمل إلى الربع، ويكون لهم عدد وظائف محددة جدا، ويضطر الباقون إلى العمل من منازلهم كلما أمكن، باستخدام الانترنت مثلا، لهذا السبب ذهبت إلى وزارة النقل، لأنى لا أستطيع الاستغناء عن السائقين مثلا، ولا عن الطيارين فى شركة مصر للطيران، ولا أستطيع الاستغناء عن العاملين فى محطات المياه، ومحطات الكهرباء، وجميع العاملين بالمستشفيات هؤلاء يجب أن يكونوا متواجدين، لأن هؤلاء هم من يديرون البلد وقتها".
ونفى الوزير صحة حديث الأوربيين عن أن المرض سيقضى على ملايين البشر، قائلا:" هذا كلام مبالغ فيه".
وأوضح " إذا احتطنا سنحجّم الوضع في مصر ، مثلا مكسيكو سيتى عاصمة مزدحمة أكثر من القاهرة وأسوأ منها فى النظافة والتلوث، ولم يكن لديهم أى استعداد، بل لم يكونوا فى ربع استعدادنا، فالمكسيك عدد سكانها ضعف مصر تقريبا، وكان لديهم800 ألف علبة تاميفلو، ولم يكن لديهم نظام ترصد وبائى، ولم يكن لديهم أى ماسكات، وضربوا لخمة فى الأول، لكن بعد أسبوعين نجحوا فى تظبيط الدنيا، وتوفى لديهم نحو 45 حالة فقط".
وبسؤاله إذا دخلت أنفلونزا الخنازير مصر ما أول قرار ستتخذه فى بيتك قال الجبلي:" أول قرار.. سأمنع أولادى من الذهاب إلى المقاهى مثلا، أو السينمات، وتفادى أى تجمعات أخرى، وعندما نصلى الجمعة نصليها فى الخلاء، وليس داخل المساجد، أيضا عليهم تطهير أيديهم كل ربع أو نصف ساعة، بالمياه والصابون، أو بقطنة مبللة بالسبرتو".
وأكد انه " سيتم توزيع الكمامات طبقا للوظائف الحيوية بشكل واضح اما الناس العادية فهؤلاء لن يكونوا بحاجة إلى ماسكات أو كمامات فى الشارع، لأنهم سيقعدون فى بيوتهم، لكن سائق الأتوبيس مثلا، أنا سأسلمه جوانتى وماسك (كمامة)، بالإضافة إلى علبة فيها مطهر، انت خلى الطاقة اللى عندك 25%".
وعن أراء البعض ممن يقولون إن أنفلونزا الخنازير غضب من ربنا قال الجبلي :" إذا كان غضب من ربنا، فكان ربنا غضب علينا سنة 1947 فى الكوليرا أو الأنفلونزا الآسيوية سنة 1957، والأنفلونزا فى هونج كونج سنة 1968، هناك خلط كبير، والإعلام شىء مهم جدا لأنه يكشف العورات، وأيضا له دور كبير فى التوعية، رغم أنه فى بعض الأحيان يتم إساءة استخدامه، عن طريق الترويج لأفكار لا تتواءم مع العصر، ومن يروجون فكرة أن أنفلونزا الخنازير أو الطيور غضب إلهى، أفكارهم لا تتواءم مع العصر، ونحن لدينا الأزهر كمؤسسة دينية معتدلة، ومدرسة محترمة للغاية".
وأنهي الجبلي حديثه بنصح الناس " أن تستمع فقط إلى ما يصدر عن الأزهر ودار الإفتاء، ومالهمش دعوة بشيوخ الفضائيات وجوامع الزوايا اللى بيخربوا الدنيا ويجب أن يتخذ ضدهم إجراءات".
وفي حوار مع صحيفة "المصري اليوم" أكد الجبلي ان الحكومة المصرية " ستضرب لخمة في بداية الأمر( عند تفشي الوباء) ، لكننا سنسيطر على الوضع بسرعة"، مشيرا إلى " إن الجهات المختصة مستعدة لهذا الاحتمال ، كما أنها مستعدة للاحتمال الأخطر" ، على حد وصفه، وهو تحور أنفلونزا الطيور، خصوصا أن مصر من الدول المرشحة بقوة لذلك.
وأوضح الوزير ان " تجربة التعامل مع أنفلونزا الطيور (نفعتنا) والدليل أن الوزارة بالتعاون مع الحكومة أعدت خطة متكاملة فى حالة حدوث وباء الأنفلونزا بشكل عام".
وأشار الجبلى إلى أن درجة الاستعداد الحكومية عالية للغاية، لدرجة أن الخطة الموضوعة دقيقة ومحكمة للغاية، ولم تترك شيئا للظروف، بل إنها ستواجه جميع الاحتمالات حتى مسألة المقابر الجماعية لضحايا الوباء- لا قدر الله- غير أنه رفض تماما الكلام عن أى أعداد متوقعة سواء لأعداد المصابين أو الوفيات، قائلا: "لا أستطيع أن أعلنها".
وتوقع الجبلي ظهور الوباء في مصر عن طريق القادمين من خارج البلاد سواء سياح أو مواطنين مصريين .
وعن تحركات وزارة الصحة عند ظهور الوباء قال الجبلي:" إذا كانت الحالة المصابة واحدة، مش هأعمل حاجة أكتر من اللى بأعمله دلوقتى "، لكن سنقوم بتشديد الترصد الوبائى، وسأعتبر أن المنطقة الجغرافية المحيطة بهذا الشخص، سواء أكانت كيلومترا مربعا أو نص كيلومتر، منطقة مشكوكا فيها بمعنى أن جميع الناس فيها مرضى أو مشتبه فى إصابتهم ويجب فحصهم معمليا".
وفي حال ظهور حالات مصابة لأكثر من خمسين شخصاً فى منطقة واحدة أوضح الجبلي :" إذا كانت عندى مدارس شغالة فى تلك المنطقة سأغلقها فورا، ولو عندى جامعة سأغلقها، ولو عندى تجمعات كالسينمات أو المطاعم سأغلقها أيضا، وإذا تزايد العدد مثلا، وأصبح اليوم 50 مصابا، واليوم التالى 150، والثالث 300 سأعزلهم باستخدام قوات الأمن، بمعنى أن رد فعلى سيتواءم مع حجم المشكلة".
وأكد الجبلي" انه في مقدوره إغلاق منطقة أو قرية أو مدينة بأكملها لمنع تفشي الوباء لمناطق أخرى ".
وعن انتشار المرض في دولة مثل مصر في ظل ظروف تعدادها السكاني قال الجبلي :" بالطبع نحن لنا ظروف خاصة، لأن 95% من السكان موجودون فى 7% من مساحة الأرض، والتكدس السكانى طبيعة ديموجرافية مصرية، إذن يجب الاستعداد جيدا لهذا، كذلك 53% من السكان فى المدن، وهذا المرض هو مرض مدن وليس مرض ريف، فلو ذهبت إلى المكسيك ستجد أن الناس فى الريف (مالهاش دعوة باللى بيحصل)، إنما كل المشكلة فى المدن مثل مدينة المكسيك والمدن الكبيرة، ونحن كمصريين لدنيا خصائص معينة".
وعن درجة الوعي عند المصريين من تلك الامراض قال :" فى الحقيقة استطعنا فى تعاملنا مع مرض أنفلونزا الطيور توصيل رسالة لكل الناس، فمثلا (الواحد لما بيلف ويقعد مع الستات البسيطات فى الريف عارفين يعنى إيه أنفلونزا الطيور، والدليل أنهم أصبحوا بياخدوا بالهم من عيالهم وبيبلغوا العيادرة فورا)، بمعنى أنه فى أقل من 24 ساعة نجد المريض توجه إلى مستشفى الحميات، مثل الحالة التى استطعنا إنقاذها مؤخرا فى سوهاج نتيجة لارتفاع الوعى".
وأشار الجبلي إلى انه" لن نستطيع إلغاء تربية الطيور فى البيوت ، إنما نستطيع رفع الوعى، من جيل وراء جيل، حتى تنتهى الأزمة تماما بمفردها، أكبر مشكلة تواجهنا عندنا الوعى أو الثقافة"، مضيفا " أما إذا قسنا دور وزارة الصحة، فلدينا 71 حالة مصابة، توفى منهم 26 شخصاً، وأستطيع أن أقول لدينا أحسن وزارة صحة فى الكرة الأرضية، لأنى عندى نسبة وفيات أقل من نسبة الوفيات العالمية بـ50 %، النسبة العالمية 66%، النسبة لدينا 33%، لكن تبقى المشكلة فى أنى لن أستطيع أدخل جوه كل بيت وأقول للناس بطلوا تربية فراخ".
وتابع الجبلي قائلا:" المرض سيتحور، ليس فى مصر، بالتحديد، بل فى أى مكان بالعالم، ومصر أحد البلدان المرشحة بقوة أن يتحور المرض فيها، إذن يجب أن أعمل على هذا الاحتمال".
وتوقع الجبلي انه في حال تحور فيروس أنفلونزا الطيور وانتقل من إنسان لإنسان آخر فسيكون الفيروس أشرس حالا من أنفلونزا الخنازير قائلا" هذا ليس فرضا علميا، بل رد مبنى على مشاهدات واقعية ليس إلا".
واوضح انه في حال حدوث هذا فمن الممكن "ان تزداد قوة الفيروس وممكن تقل، ونحن نعمل على أنه سيزداد، لكن من الممكن يكون الفيروس أضعف".
واشار الجبلي الى ان الوزارة لديها خطة محكمة ، وهذه الخطة معدة للتنفيذ الفورى، وهذا ما حدث مع أنفلونزا الخنازير، ونحن كوزارة تحركنا بسرعة، وتلك الخطة معدة للتعامل مع وباء الأنفلونزا بكل أنواعه، وأول تحرك فيها ،تم تنفيذه بالفعل، شكلنا لجنة لإدارة الأزمة فى وزارة الصحة فى اليوم التالى من ظهور أنفلونزا الخنازير فى المكسيك، يوم 23 أبريل/نيسان، وبعد يومين، كان أول اجتماع لهذه اللجنة، وفى الأسبوع الأول اجتمعت مرتين، وإذا ساء الوضع ستجتمع يوميا، أو مرتين، أو ثلاث مرات فى اليوم، الشىء الثانى، أن الخطة بتنزل على مستوى المديريات".
واضاف " مديرى المديريات لديهم امتحان فى تلك الخطة يوم 31 مايو/آيار الجارى، وأى شخص سيرسب فيها سيتم حرمانه من جميع مكافآته، ثالثا بتنزل على مستوى مديرى الوحدات الصحية، وهكذا، أما الخطوات التفصيلية للخطة، فمتدرجة طبقا للوضع، فمتى نستخدم الماسكات، ومتى نعزل البشر، ومتى نغلق منطقة بكاملها، وعلى فكرة هذه الخطة تم تقييمها خارج مصر وحصلت على درجة كويسة جدا، ولم نكن نعرف بذلك إلا عند السفر للولايات المتحدة".
وعن البنود الغير معلنة فى خطة مواجهة وباء أنفلونزا الطيور أو الخنارير قال الجبلي " الخطة مثلا موضوع فيها إجراءات الدفن ، وكيف يتعرف الأهالى على الجثث، ومن يتعامل معها"، مشيرا الى ان " حالة الوفاة الأولى بأنفلونزا الطيور كانت لسيدة، لم نجد أحدا يقوم بتغسيلها، ولولا تدخل الطبيب وطمأنته الناس، عن طريق التعامل مع الضحية، لما تم تغسيلها، هذه الأمور أنتم ماتعملوش حسابها لكن الخطة عاملة حسابها".
وعن الدفن الجماعي لضحايا الانفلونزا وتغسيل الجثث قال الجبلي :" هذه إجراءات داخل الخطة، فيجب على الأهالى أن يتعرفوا على الجثث، وكيف يتعرفون عليها، وكيف يقومون بدفنها، وعلى فكرة وكيل الأزهر السابق أفتى فى مسألة الدفن الجماعى بأن يكون دون كفن أيضا، لكن لا نريد الدخول فى تلك الأمور ، ويبدو أنكم غير متوقعين أننا وصلنا إلى خطة فيها هذه المرحلة من التدقيق، لكن السبب باعتقادى أن ما أفادنا وأنقذنا أيضا أزمة أنفلونزا الطيور، والجهد الذى قمنا ببذله فى عامى 2006 و2007".
وأشار الجبلي إلى أن أول خمسة قرارات فى حالة ظهور الوباء :" ستعتمد بشكل كبير على الموقف وقتها، وعلى حسب انتشار المرض وعدد الإصابات ومدى شراسته، لا أستطيع أن أقول الآن قرارات محددة، لكن أهم قرار هو إلغاء الإجازات للفريق الطبى، وتنشيط الحجر الصحى، وتوسيع دائرة الترصد الوبائى، وتأمين وتوفير عقار التاميفلو بكميات أكبر، أيضا توفير الماسكات أو الكمامات بكميات أكثر وتأمينها، بالإضافة إلى تخفيض قوة العمل إلى الربع" .
واضاف :" لا يمكن للمواطن العادى أن يذهب لمستشفى خاص ويتناول التاميفلو، فيجب أن يحصل عليه من الوزارة حتى لا يتم إساءة استخدامه". وفي حال انتشار الوباء" سنضطر نقعد الناس فى بيوتها، ونبعت لهم الدكاترة فيها".
وعن الاحتمالات الموضوعة في خطة مواجهة الوباء لعدد الإصابات وعدد الوفيات بالمرض قال الجبلي " لدينا توقعات بالاعداد لكنى لا أستطيع إعلانها عندنا عدد متوقع للذين سيذهبون ويترددون على المستشفيات، وعدد متوقع للذين سيحتجزون داخل المستشفيات، وعدد متوقع بحد أدنى وحد أقصى للوفيات".
واشار الوزير الى انه تم تقدير الاعداد اعتمادا على حسابات دولية معينة ولها معدلات رياضية وإحصائية.
وفي حال انتشار الوباء أشار الوزير الى " ان سينصح "الناس يقعدوا فى بيوتهم"، ولا يذهب إلى العمل غير الأساسيين، بمعنى تقليل قوة العمل إلى الربع، ويكون لهم عدد وظائف محددة جدا، ويضطر الباقون إلى العمل من منازلهم كلما أمكن، باستخدام الانترنت مثلا، لهذا السبب ذهبت إلى وزارة النقل، لأنى لا أستطيع الاستغناء عن السائقين مثلا، ولا عن الطيارين فى شركة مصر للطيران، ولا أستطيع الاستغناء عن العاملين فى محطات المياه، ومحطات الكهرباء، وجميع العاملين بالمستشفيات هؤلاء يجب أن يكونوا متواجدين، لأن هؤلاء هم من يديرون البلد وقتها".
ونفى الوزير صحة حديث الأوربيين عن أن المرض سيقضى على ملايين البشر، قائلا:" هذا كلام مبالغ فيه".
وأوضح " إذا احتطنا سنحجّم الوضع في مصر ، مثلا مكسيكو سيتى عاصمة مزدحمة أكثر من القاهرة وأسوأ منها فى النظافة والتلوث، ولم يكن لديهم أى استعداد، بل لم يكونوا فى ربع استعدادنا، فالمكسيك عدد سكانها ضعف مصر تقريبا، وكان لديهم800 ألف علبة تاميفلو، ولم يكن لديهم نظام ترصد وبائى، ولم يكن لديهم أى ماسكات، وضربوا لخمة فى الأول، لكن بعد أسبوعين نجحوا فى تظبيط الدنيا، وتوفى لديهم نحو 45 حالة فقط".
وبسؤاله إذا دخلت أنفلونزا الخنازير مصر ما أول قرار ستتخذه فى بيتك قال الجبلي:" أول قرار.. سأمنع أولادى من الذهاب إلى المقاهى مثلا، أو السينمات، وتفادى أى تجمعات أخرى، وعندما نصلى الجمعة نصليها فى الخلاء، وليس داخل المساجد، أيضا عليهم تطهير أيديهم كل ربع أو نصف ساعة، بالمياه والصابون، أو بقطنة مبللة بالسبرتو".
وأكد انه " سيتم توزيع الكمامات طبقا للوظائف الحيوية بشكل واضح اما الناس العادية فهؤلاء لن يكونوا بحاجة إلى ماسكات أو كمامات فى الشارع، لأنهم سيقعدون فى بيوتهم، لكن سائق الأتوبيس مثلا، أنا سأسلمه جوانتى وماسك (كمامة)، بالإضافة إلى علبة فيها مطهر، انت خلى الطاقة اللى عندك 25%".
وعن أراء البعض ممن يقولون إن أنفلونزا الخنازير غضب من ربنا قال الجبلي :" إذا كان غضب من ربنا، فكان ربنا غضب علينا سنة 1947 فى الكوليرا أو الأنفلونزا الآسيوية سنة 1957، والأنفلونزا فى هونج كونج سنة 1968، هناك خلط كبير، والإعلام شىء مهم جدا لأنه يكشف العورات، وأيضا له دور كبير فى التوعية، رغم أنه فى بعض الأحيان يتم إساءة استخدامه، عن طريق الترويج لأفكار لا تتواءم مع العصر، ومن يروجون فكرة أن أنفلونزا الخنازير أو الطيور غضب إلهى، أفكارهم لا تتواءم مع العصر، ونحن لدينا الأزهر كمؤسسة دينية معتدلة، ومدرسة محترمة للغاية".
وأنهي الجبلي حديثه بنصح الناس " أن تستمع فقط إلى ما يصدر عن الأزهر ودار الإفتاء، ومالهمش دعوة بشيوخ الفضائيات وجوامع الزوايا اللى بيخربوا الدنيا ويجب أن يتخذ ضدهم إجراءات".
كيف يتم القضاء على مرض افلونزا الخنازير و الحالات المصابة فى تزايد مستمر
ReplyDelete